الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: صبح الأعشى في كتابة الإنشا **
على وجهين الوجه الأول ما لا يختص بحرف من الحروف وهو المدغم فيكتب كل مشدد من كلمة واحدة حرفاً واحداً نحو: شد ومد وادكر ومقر واقشعر فيكتب بدال واحدة في شد ومد وادكر وراء واحدة في مقر واقشعر وإن كان في اللفظ حرفان فإن الحرف المدغم فيما بعده هو متلفظ به ساكناً مدغماً فكان قياسه أن يكتب له صورة بحسب النطق لكنه لما ادغم ضعف بالأدغام إذ صار النطق به وبالمدغم فيه نطقاً واحداً فاقتصر في الكتابة على حرف ولم يجعل للأول صورة اختصاراً. وسواء كان المدغم إدغام مثل نحو: رد أو مقارب نحو: اطجع أصله اضطجع وأجروا نحو: قنت مجرى ما هو من كلمة واحدة وإن كان من كلمتين لشدة اتصال الفعل بالفاعل مع كون الحرفين مثلين. قال الشيخ أبو عمرو بن الحاجب رحمه الله: وكذلك نحو: مم وعم. وينحصر ذلك في خمسة أحرف: الحرف الأول الألف وتحذف في مواضع منها تحذف مع لام التعريف إذا دخلت عليها لام الجر فيكتب للقوم وللغلام وللناس بلاميين متواليتين من غير ألف بخلاف ما إذا دخلت عليها باء الجرّ فإنها لا تحذف فيكتب بالقوم وبالغلام وبالناس بألف بين الباء واللام. وإن كان في أول الكلمة ألف ولام من نفس الكلمة ليستا اللتين للتعريف نحو الألف واللام في التقاء والتفات والتباس. ثم دخلت لام الجرّ أو باؤه ثبتت الألف فيكتب بالتقائنا ولالتفاتنا ولالتباس الأمر عليّ وبالتباسه فإن أدخلت ألف التعريف ولامه على الألف واللام اللتين من نفس الكلمة للتعريف ولم تصل الكلمة بلام الجرّ وبائه لم تحذف شيئاً فيكتب الألتقاء والألتفات والألتباس بألفين ولامين وكذلك إذا وصلتهما بلام الجرّ أو بائه فيكتب بالألتقاء وبالألتفات وبالألتباس وللالتقاء وللالتفات وللالتباس. ومنها تحذف بعد اللام الثانية من لفظ الله تعالى وبعد الميم من الرحمن إذا دخلت عليها الألف واللام فيكتب الله بلامين بعدهما هاء على هذه الصورة الله وإن كانت المدة بعد اللام الثانية توجب ألفاً بعدها ويكتب الرحمن بنون بعد الميم على هذه الصورة الرحمن وإن كانت المدة على الميم توجب ألفاً بعدها لأنه لا التباس في هذين الأسمين ولكثرة الأستعمال. فلو تجردا على الألف واللام كتبا بالألف كما قالوا: لاه أبوك يريدون لله أبوك فحذفوا حرف الجر والألف واللام وكتبوه بالألف. وكقولك: رحمان الدنيا والأخرة فيكتبونه بالألف. ومنها تحذف بعد اللام من السلام في عبد السلام وفي السلام عليكم فيكتبان على هذه الصورة: عبد السلم والسلم عليكم. ومنها تحذف بعد اللام من ملائكة فتكتب على هذه الصورة: ملكئة. قال أحمد بن يحيى: لأنه لا يشبه لفظ مثله ولكثرة الأستعمال. ومنها تحذف بعد الميم من سموات فتكتب على هذه الصورة: سموات. قال الشيخ أثير الدين أبو حيان: وعلة الحذف فيه علة الحذف في الملائكة من كثرة الأستعمال وعدم الشبه. وأما الألف الثانية منه وهي بعد الواو فإنها لا تحذف لأنها دليل الجمع ولأنها لو حذفت لاجتمع في الكلمة حذفان وقد كتبت في المصحف بحذف الألفين جميعاً فيجب الأنقياد إليه في المصحف خاصة. ومنها تحذف بعد اللام في أولئك وبعد الذال من ذلك فيكتبان على هذه الصورة: أولئك وذلك. فلو تجردا أولاء وذا عن حرف الخطاب وهو الكاف كتباً بالألف فيكتبان على هذه الصورة: أولاء و ذا. ومنها تحذف بعدها التنبيه إذا اتصلت بذا التي للإشارة وكانت خالية من كاف الخطاب في آخر الكلمة فتحذف من هذا وهذه وهؤلاء فيكتب الجميع بغير ألف فإن اتصلت باسم الأشارة الكاف نحو ذاك امتنع الحذف فيكتب بألف بعد الهاء على هذه الصورة ها ذاك ولا يضر اختلاف حرف الخطاب بالنسبة للإفراد والجمع والتذكير والتأنيث. وأما تا و تي في الأشارة بتا للمذكر و بتي للمؤنث فإن الألف لا تحذف معهما إذا اتصلت بهما ها التنبيه فيكتب هاتا وهاتي وهاتان. وذكر أحمد بن يحيى: أنها حذفت من هأنتم وهأنا وهأنت أيضاً فتكتب بألف واحدة بعد الهاء في جميع ذلك. قال: وهو القياس وكان الأصل أن تكتب بألفين على هذه الصورة: ها أنتم و ها أنا وها أنت ثم تلي الهمزة. ودليل أن ألف ها قد حذفت من ها التنبيه في غير اتصالها بذا وما والأها من رسم المصحف في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم: في النور " أيه المؤمنون " وفي الزخرف " يايه الساحر " وفي الرحمن " أيه الثقلان ". قال ابن قتيبة: ويكتب أيها الرجل وأيها الأمير بالألف وإن كان قد كتب في القرآن الكريم بالألف وغير الألف لاختلافهم في الوقف عليها. ومنها تحذف من ثمانية عشر وثماني نساء بخلاف ما إذا حذفت الياء منها نحو ثمانة عشرة وعندي من النساء ثمانٍ فإنه لا تحذف الألف بل تكتب على هذه الصورة: " ثمان عشرة وعندي من النساء ثمان " لأنه قد حذف منه الياء فلو حذف الألف لتوالي الحذف فيكثر فمثل قول الشاعر: ولقد شربت ثميناً وثامنياً وثمان عشرة واثنتين وأربعا يكتب الأولان بغير ألف والثالثة بالألف. وفي ثمانين وجهان: أحدهما إثبات الألف بعد الميم فيها لأنه قد حذف منه الياء إذا الياء في ثمانين ليست ياء ثمانية لأنها حرف الأعراب المنقلب عن الواو في حالة الرفع فلو حذفت الألف أيضاً لتوالى فيه الحذف. والوجه الثاني الحذف لأن الياء منه كأنها لم تحذف بدليل أنه قد عاقبتها ياء أخرى فهما لا يجتمعان فكأن الياء موجودة إجراء المعاقب مجرى المعاقب. وإذا قبلت ثمانون بالواو فحكمه حكم ثمانين بالياء في جواز الوجهين. ومنها تحذف بعد اللام من ثلاث فيكتب على هذه الصورة: ثلث سواء كانت مفردة نحو عندي ثلث من البط أو مضافة نحو ثلث نساء أو مركبة نحو ثلث عشرة امرأة أو معطوفة نحو ثلث وثلاثين جارية وحكم ثلثة بالتاء كذلك في جميع الصور. وكذلك تحذف أيضاً من ثلاثين وثلاثون بالياء والواو فيكتبان على هذه الصورة: ثلثين وثلثون. فأما ثلاث المعدول كما في قوله تعالى قال: والذي أختاره أن يكتب بالألف لوجهين: أحدهما أنه لم يكثر كثرة ثلث وثلثة وثلثين وثلثون والثاني أنها لو حذفت لالتبست بثلثٍ الذي ليس بمعدول. قال ابن قاسم رحمه الله: وقد ذكر في المقنع أنه محذوف في الرسم. ومنها تحذف من - يا - التي للنداء إذا اتصلت بهمزة نحو يا أحمد يا إبراهيم يا أبا بكر يا أبانا فتكتب على هذه الصورة: يأحمد يإبراهيم يأبا بكر يأبانا. ثم الأظهر أن المحذوف هو ألف يا لا صورة الهمزة. وقال أحمد بن يحيى: المحذوف صورة الهمزة لا الألف من يا نعم إذا كانت الهمزة المتصلة بيا كهمزة آدم امتنع الحذف وكتبت بألفين على هذه الصورة: يا آدم لأنهم قد حذفوا ألفاً من آدم لتوالي ألفين وحرف النداء مع المنادى كالكلمة الواحدة بدليل أنه لا يجوز الفصل بينهما فلو حذفت الألف من يا لاجتمع فيما هو كالكلمة الواحدة حذف ألفين. أما إذا لم يل يا همزة البتة نحو: يا زيد ويا جعفر فالذي يستعمله الكتاب فيه إثبات الألف في يا. وفي كلام أحمد بن يحيى تجويز كتابته بغير ألف أيضاً توجيهاً بأنهم جعلو يا مع ما بعدها شيئاً واحداً إذا أقاموا يا مقام الألف واللام بدليل أنهم لا ينادون ما فيه ألف ولام فلا يقولون ومنها تحذف من الحارث إذا كان علماً ودخلت عليه الألف واللام فيكتب على هذه الصورة: الحرث: إما إذا عري عن الألف واللام فإنه يثبت فيه الألف لئلا يلتبس بحرب بالباء الموحدة إذ قد سمي به وإنما امتنع اللبس مع الألف واللام لأنهما إنما يدخلان من الأعلام على ما كان صفةً إذا أريد به معنى التفاؤل وحرب ليس بصفة فلم يدخلا عليه وإن كانا قد دخلا على بعض المصادر كالعلاء وكذلك إذا كان حارث اسم فاعل من الحرث فإنه يكتب بالألف أيضاً كما إذا عري عن الألف واللام. ومنها تحذف مما كثر استعماله من الأعلام الزائدة على ثلاثة أحرف إذا لم يحذف منها شيء سواء كان ذلك العلم من اللغة العربية نحو " مالك وصالح وخالد أو من اللغة العجمية نحو: إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وهارون وسليمان فتكتب على هذه الصورة: ملك وصلح وخلد وإبرهيم وإسمعيل وهرون وسليمن بخلاف ما إذا لم يكثر استعماله كحاتم وجابر وحامد وسالم وطالوت وجالوت وهاروت وماروت وهامان وقارون فإنها لا تحذف ألفها. وقد حذفت في بعض المصاحف من هاروت وماروت وهامان وقارون فتكتب على هذه قال الشيخ أثير الدين أبو حيان رحمه الله: وذكر بعض شيوخنا أن إثباتها في نحو: صالح وخالد ومالك جيدٌ. وقال أحمد بن يحيى: يجوز فيه الوجهان وهو قضية كلام ابن قتيبة. أما إذا كان العلم الذي كثر استعماله على ثلاثة أحرفٍ فما دونها نحو: هالة ولام فإنه لا تحذف ألفه وكذلك إذا حذف منه شيء غير الألف نحو: إسراءيل وداود لأنه قد حذفوا من إسراءيل صورة الهمزة ومن داود الواو فامتنع حذف الألف لئلا يتوالى الحذف. ويلتحق بذلك في الأثبات ما لو خيف بالحذف التباسه: كعامر وعباس فلا تحذف منه الألف أيضاً لأنه لو كتب بغير ألف لالتبس عامر بعمر وعباس بعبس. ومنها تحذف استحساناً مما كثر استعماله مما في آخره الألف والنون نحو شعبان وعثمان وما أشبههما فيكتبان على هذه الصورة شعبن وعثمن. قال الشيخ أثير الدين أبو حيان رحمه الله: إلا أنهم لم يحذفوا ألف عمران والأثبات في نحو: شعبان حسن أيضاً. قال ابن قتيبة: فأما شيطان ودهقان فإثبات الألف فيهما حسن. وكان القياس إذا دخلت عليهما الألف واللام أن يكتبا بغير ألف إلا أن الكتاب مجمعون على ومنها تحذف من كل جمع على وزن مفاعل أو وزن مفاعيل إذا لم يحصل بالحذف التباس الجمع فيه بالواحد لموافقته له في الصورة فحيث لا يقع اللبس مثل خواتم ودوانق في وزن مفاعل ومحاريب وتماثيل وشياطين في وزن مفاعيل تحذف الألف فيكتب على هذه الصورة: خوتم ودونق ومحريب وتمثيل وشيطين ودهقين إذ المفرد منها خاتمٌ ودانقٌ ومحرابٌ وتمثالٌ وشيطان ودهقان وهي لا تشابه صور الجمع فيها بخلاف ما إذا كان يلتبس فيه الجمع بالواحد مثل: مساكين في وزن مفاعيل جمع مسكين فإنه يكتب بالألف لئلا يلتبس بالواحد فلو كان الحذف يؤدّي إلى موافقته للواحد في الصورة لكنه في غير موضع المفرد نحو: ثلاثة دراهم ودراهم جياد ودراهم معدودة حذفت منه الألف وكتب على هذه الصورة: ثلاثة درهم ودرهم جياد ودرهم معدودة لأنه لا يلتبس حينئذ بخلاف عندي دراهم ونحوه فإنه لو حذفت الألف منه لالتبس بدرهم المفرد. ثم الحذف في مفاعل ومفاعيل على ما تقدّم إنما هو على سبيل الجواز والأ فالأثبات أجود. وشرط بعض المغاربة في جواز الحذف شرطاً وهو إلا تكون الألف فاصلاً بين حرفين متماثلين فلا تحذف الألف من نحو: سكاكين ودكاكين ودنانير لئلا يجتمع مثلان في الخط وهو مكروه في الخط ككراهته في اللفظ. وقد كتب في المصحف مساكين ومساكنهم بغير ألف على هذه الصورة: مسكين ومسكنهم وإن كان اللبس موجوداً. قال الشيخ أثير الدين أبو حيان رحمه الله: وإنما كتبنا كذلك لأنهما قد قرئا بالأفراد فكتبنا على ما يصلح فيهما من القراءة. كما كتبوا " وما يخادعون " بغير ألف على هذه الصورة ومنها تحذف الألف الأولى مما كان فيه ألفان مما جمع بالألف والتاء المزيدتين نحو: صالحات وعابدات وقانتات وذاكرات فتكتب على هذه الصورة: صلحات وعبدات وقنتات وذكرات. وكذلك تحذف من صفات جمع المذكر السالم نحو: الصالحين والقانتين فيكتب على هذه الصورة: الصلحين و القنتين وإن لم يكن فيه ألف أخرى حملاً على المؤنث. وقال بعض المغاربة: إن كان مع ألف الجمع ألف أخرى كالسماوات والصالحات فيختار حذف ألف الجمع وإبقاء الأخرى. وثبت في المصحف بحذف الألفين جميعاً على هذه الصورة: سموت وصلحت وكذلك سياحات وغيابات وإن كان ليس فيه ألف أخرى فالمختار إثبات الألف كالمسلمات وثبت أيضاً في المصحف محذوف الألف على هذه الصورة: مسلمت. قال: وتحذف أيضاً في جمع المذكر السالم من الصفات المستعملة كثيراً: كالشاكرين والصادقين والخاسرين والكافرين والظاليمن وما أشببها في كثرة الأستعمال فتكتب على هذه الصورة: الشكرين والصدقين والخسرين والكفرين والظلمين. نعم إن خيف اللبس فيما جمع بالألف والتاء مثل الطالحات امتنع الحذف لأنه لو حذفت الألف منه لا لتبس بطلحاتٍ جمع طلحةٍ وكذلك لو خيف اللبس فيما جمع بالواو والنون نحو حاذرين وفارهين وفارحين فلو حذفت الألف منه لا لتبس بحذرين وفرهين وفرحين وهما مختلفان في الدلالة لأن فاعلاً من هذا النوع مذهوب به مذهب الزمان وفعل يدل على المبالغة لا على الزمان. وكذلك لو كان مضعفاً مثل شابات والعادين فلا يجوز فيه حذف الألف لأنه بالأدغام نقص في الخط إذ جعلوا الصورة للمدغم والمدغم فيه شكلاً واحداً ولذلك كتبوا في المصحف: الضالين والعادين بالألف. وقد أجري مجرى المضعف في الأثبات ما بعد ألفه همزةٌ نحو: الخائنين وقد حذفت ألفه في بعض المصاحف فكتب على هذه الصورة: الخئنين ويتعين الأثبات أيضاً فيما هو معتل اللام مثل: دانيات حملاً على دانين كما حذف من الصالحين حملاً على الصالحات ومثل: الرامين لأنه قد حذف منه لام الفعل وحمل ما جمع بالألف والتاء عليه كما حمل الصالحين قال ابن قتيبة: وكذلك ما كان من ذوات الياء والواو لا يجوز فيه حذف الألف نحو: هم القاضون والرامون والساعون لأنهم حذفوا الياء لالتقاء الساكنين لما استثقلوا ضمةً في الياء بعد كسرة فسكنوا ثم حذفوا الياء فكرهوا أن يحذفوا الألف أيضاً لئلا يخلوا بالكلمة. ومنها تحذف إحدى الألفين مما اجتمع فيه ألفان مثل: أادم وأازر وأامن وأامين وأاتين وأانفا ووراأك وقراأة وبراأة وشنأان وشبهه فتكتب على هذه الصورة: آدم وآزر وآمن وآمين وآتين وآنفا ووراءك وقراءة وبراءة وشنآن فلو انفتح الأول منهما كما في قرأا لفعل الأثنين من القراءة كتب بألفين على هذه الصورة: قرأا لئلا يلتبس بفعل الواحد إذ المفرد تقول فيه قرأ فتكتبه بألف واحدة وذهب قوم إلى أنه في التثنية يكتب أيضاً بألف واحدة مسنداً إلى ألف الأثنين وبه قال أحمد بن يحيى. والذي عليه المتأخرون وهو الأجود عند ابن قتيبة ما تقدم. ومنها تحذف إحدى الألفات مما اجتمع فيه ثلاث ألفات مثل براأات جمع براءة ومساأات جمع مساءة فتكتب بألفين فقط على هذه الصورة: براآت ومساآت لأنها في الجمع ثلاثة ألفاتٍ. فلو حذفوا اثنين أخلوا بالكلمة. ومنها تحذف من أول الكلمة في الأستفهام في اسم أو فعل نحو أالله أذن لكم أالسحر إن الله سيبطله أالذكرين حرم أم الأنثيين أاصطفى البنات على البنين أالرجل في الدار أاسمك زيد أم عمرو فتكتب بألف واحدة على هذه الصورة: آلله آلسحر آلذكرين آلرجل آسمك الآن ثم مذهب أحمد بن يحيى وعليه جرى ابن مالكٍ رحمه الله: أنه لا فرق بين المكسورة والمضمومة. والذي ذهب إليه المغاربة أنها تكتب بألفين إحداهما ألف الوصل والأخرى همزة الأستفهام. قال الشيخ أبو عمرو بن الحاجب رحمه الله: وجاز في نحو: ألرجل الأمران ورسمت في المصحف بألف واحدة نحو: آلذكرين الآن. ومنها تحذف من ما الأستفهامية إذا دخل عليها حرف من حروف الجر نحو: عم تسأل وفيم تفكر ومم فرقت ولم تكلمت وبم علمت وحتام تغضب وعلام تدأب فتكتب كلها بغير ألف في آخرها فرقاً بينها وبين ما الموصولة ويصير حرف الجر كأنه عوض من الألف المحذوفة. وكان الحذف من الأستفهامية دون الموصولة لأن آخرها منتهى الأسم والأطراف محل التغيير بخلاف الموصولة لأنها متوسطة من حيث إنها تحتاج إلى صلة. وحكى الكوفيون ثبوتها في الأستفهامية أيضاً والله أعلم. تذنيب الأول - تحذف بعد الباء من بسم الله الرحمن الرحيم فتكتب بغير ألف على هذه الصورة بسم والقياس إثباتها كما تكتب يأيها بالألف لكنها حذفت لكثرة الأستعمال أما في غير بسم الله الرحمن الرحيم فظاهر كلام ابن مالك أنها لا تحذف فتثبت في باسم ربك وفي باسم الله مفرداً. وقال بعضهم: إن كان مضافاً إلى لفظ الله تعالى وليس متعلق الباء ملفوظاً به وحذفت والأ فلا فتثبت في باسم ربك لأنه غير مضاف إلى لفظ الله تعالى وفي نحو قولك: تبركت باسم الله لأن متعلقه ملفوظ به. وقال الفراء في قوله تعالى: " بسم الله مجراها ومرساها " إن شئت أثبت وإن شئت حذفت فمن أثبت قال: ليست مبتدأ بها وليس معها الرحمن الرحيم ومن حذف قال: كان معها الرحمن الرحيم في الأصل فحذفت في الأستعمال فإن أضفت الأسم إلى الرحمن أو القاهر ونحوه فقال الكسائي: تحذف وقال: الفراء: لا يجوز أن تحذف إلا مع الله لأنها كررت معه فإذا عدوت ذلك أثبت الألف. الثاني - تحذف بين الفاء والواو وبين همزة هي فاء الفعل من وزن الكلمة مثل قولك: فأت وأت لأنهم لو أثبتوا لها صورة الألف لكان ذلك جمعاً بين ألفين: إحداهما صورة همزة الوصل والأخرى صورة الهمزة التي هي فاء الفعل مع أن الواو والفاء شديدتا الأتصال بما بعدهما لا يوقف عليهما دونه وهم لم يجمعوا بين ألفين في سائر هجائهم إلا على خلاف في المتطرفة كما مر لأن الأطراف محل التغييرات والزيادة فلذلك حذفوها في نحو: فأذن وأتمن فلان وعليه كتبوا وكذلك في الثالث - تحذف في ابن وابنة مما وقع فيه ابن مفرداً صفة بين علمين غير مفصول فيكتب نحو جاء فلان بن فلان أو فلانة بنة فلان بغير ألف في ابن وابنة. ولا فرق في ذلك بين أن يكون العلمان اسمين نحو هذا أحمد بن عمر أو كنيتين نحو: هذا أبو بكر بن أبي عبد الله أو لقبين نحو: هذا نبتٌ بن بطة أو اسماً وكنيةً نحو: هذا زيد بن أبي قحافة أو لقباً واسماً ونحو: هذا أنف الناقة بن زيد أو كنية ولقباً نحو: هذا أبو الحارث بن نبت أو لقباً وكنية نحو: هذا بدر الدين بن أبي بكر. فهذه سبع صور تسقط فيها الألف من ابن ولا تسقط فيما عداها فلو قلت هذا زيد ابنك وابن أخيك وابن عمك ونحو ذلك مما ليس صفة بين علمين أثبت فيه الألف وكذلك إذا كان خبراً كقولك: أظن زيداً ابن عمرو وكأن بكراً ابن خالد وأن زيداً ابن عمرو فتثبت الألف في الجميع. ومنه في القرآن الكريم: وكذلك إذا ذكرت ابناً بغير اسم فتكتب: جاء ابن عبد الله بالألف أيضاً - وحكم ابنة مؤنثاً في جميع ما ذكر حكم الأبن تقول: جاءت هند بنة قيس فتحذف الألف وشرط الأستاذ أبو الحسن بن عصفورٍ أن يكون مذكراً فلا تسقط من ابنة. ونقل أحمد بن يحيى عن أصحاب الكسائي: أنه متى كان منسوباً إلى اسم أبيه أو أمه أو كنية أبيه وأمه وكان نعتاً حذفوا الألف فلم يجزه في غير الأسم والكنية في الأب والأم. قال: وأما الكسائي فقال: إذا أضفت إلى اسم أبيه أو كنية أبيه وكانت الكنية معروفاً بها كما يعرف باسمه جاز الحذف لأن القياس عنده الأثبات والحذف استعمالأ فإذا عدى الأستعمال يرجع إلى الأصل. وحكى ابن جني عن متأخري الكتاب أنهم لا يحذفون الألف مع الكنية تقدمت أو تأخرت والألف تحذف من الخط في كل موضع يحذف منه التنوين وهو حذف مع الكنى. الرابع - تحذف من كل معرف بالألف واللام إذا دخلت عليه لام الأبتداء نحو وذهب بعضهم: إلى أنها لا تحذف مع لام الأبتداء فرقاً بينها وبين الجارة ولم يحذفوها من نحو: مررت بالرجل والله أعلم. الحرف الثاني اللام وتحذف في مواضع منها تحذف من الذي للزومها فكأنها ليست منفصلة وكذلك تحذف من جمعه وهو الذين لأنه يشبه مفرده في لزوم البناء ولفظ الواحد كأنه باقٍ فيه ولم يحذفوه من المثنى كما في قوله تعالى: وإنما اختصت التثنية بالأثبات لأنها أسبق من الجمع واللبس إنما حصل بالجمع. ومنها تحذف من التي للزومها كما تقدم ومن تثنيتها وهي التان وجمعها: وهي الآتي لأنهما لا يلتبسان بخلاف تثنية الذي وحروفه. وقال أحمد بن يحيى: كتبوا اللاتي التي واللائي الئي وأسقطوا لاماً من أولها وألفاً من آخرها. قال: وهذا للاستعمال لأنه يقل في الكلام مثله ويدل عليه ما قبله وما بعده ولو كتب على لفظه كان أولى. قال الشيخ أثير الدين أبو حيان رحمه الله: والذي عهدناه من الكتاب أنه لا تحذف الألف لئلا يلتبس بالمفرد. ومنها تحذف من الليل والليلة على أجود الوجهين فيكتبان بلام واحدة على هذه الصورة اليل واليلة: لأن فيه اتباع المصحف وأجاز بعضهم كتابته بلامين. قال أبو حيان: وهو القياس. ومنها تحذف من اللعب ونحوه مما دخل عليه لام الجر فيكتب بلامين وإن كان في اللفظ ثلاث لامات. ومنها قال أحمد بن يحيى: يكتب الطيف بلام واحدة لأنهقد عرف فحذف وهذا بخلاف اللهو واللعب واللعبة واللاعبين واللغو واللؤلؤ واللات واللهم واللهب واللوامة فإنها لا تحذف منها لام. قال ابن قتيبة: وكل اسم أوله لاماً ثم أدخلت عليه لام التعريف كتبته بلامين نحو: اللهم واللبن واللحم واللجام وما أشبه ذلك وإن كانوا قد اختلفوا في الليل والليلة لموافقة المصحف كما تقدم. منها تحذف من عن إذا وصلت بمن أو بما فتكتب عمن وعما وعم. ومنها تحذف مِن مَن الجارة إذا وصلت بمن أو ما فتكتب ممن ومما. ومنها تحذف من إن إذا وصلت بلم فتكتب إلم. ومناه تحذف من أن المفتوحة إذا وصلت بلا فتكتب إلا. الحرف الرابع الواو وتحذف في مواضع منها تحذف لأمن اللبس مثل ما كتبوا من قوله تعالى: " يدع الداع ". " ويمح الله الباطل " بغير واو في يدعو ويمحو لأن ذكر الداع في الأول. وذكر الله تعالى في الثاني يمنع أن يكون الفاعل جماعةً فلا يحصل البس بخلاف قولك لا تضربوا الرجل فإنه لو حذف لالتبس الجمع فيه بالواحد. ومنها تحذف مما توالى فيه واوان في كلمة واحدة مثل: داوود وطاووس ورؤوس ويستوون ويلوون وأووا إلى الكهف ويسووا وتبوؤوا وجاؤوا وباؤوا وأسؤوا ويؤوده ويؤوسٌ وفادرؤوا ومبرؤون فيكتب بواو واحدة. وكتب بعضهم طاووس ونحوه بواوين على الأصل والقياس الأقتصار على واو واحدة كراهة اجتماع المثلين. واستثنى ابن عصفور من ذلك موضعاً وهو إلا يؤدي إلى اللبس نحو: قؤول وصؤول على وزن فعول فإنه يلتبس بقولٍ وصولٍ واختاره أحمد بن يحيى. ومنها تحذف مما توالى فيه ثلاث واوات في كلمتين ككلمةٍ مثل: ليسوؤوا وينوؤون فتكتب ليسوءوا وينوءون بواوين فقط ويكتب للووا واجتووا والتووا بواوين لأنه لو حذفت إحدى الواوين لالتبس الجمع بالمفرد. ووقع في المصحف كتابة يستوون ويلوون بواو واحدة وذلك لأن في يستوون ونحوه اجتمع واوان وضمة فناسب الحذف وفي لووا رؤوسهم ونحوه انفتح ما قبل الواو فناسب الأثبات. ومنها تحذف للجزم كما في قولك: لم يغد فتحذف الواو علامةً للجزم والله سبحانه وتعالى أعلم. الحرف الخامس الياء وتحذف في مواضع منها للجزم كما في قولك: لم يقض فنحذف الياء من آخره علامةً للجزم. ومنها تحذف لمراعاة الفواصل نحو قوله تعالى: " والليل إذا يسر " بغير ياء في آخرها لمراعاة ما قبله من قوله " والفجر ". ومنها تحذف فيما توالى فيه ياءان أو ثلاثة فتكتب النبيين وخاسئين وخاطئين وإسرائيل وما ومنها تحذف لأمن اللبس فتكتب قارءين جمع قاريء بياء واحدة فرقاً بينها وبين قارئين تثنية قاريء فإنها تكتب بياءين. ومنها تحذف مدة ضمير الغائب مثل قولك: ضربه فتكتبه بغير واو وإن كنت تلفظ به لأنك إذا وقفت حذفتها ووقفت على الهاء ساكنة وكذلك مدة ضمير الغائبين مثل قولك: ضربهم في لغة من وصل الميم وكذلك حذفوها إذا وليت الكاف نحو: ضربكم زيد ولكم في لغة من وصل الميم بواو وبياء لأنه إذا وقف حذف الصلة والله أعلم.
والحروف التي يدخلها البدل ثلاثة أحرف: الألف والواو والياء والألف والياء أكثرهما تعاقباً. فتنوب الياء عن الألف في ثلاثة محال: المحل الأول الأسم وهو ثلاثة أحوال الحال الأول - أن تكون الألف فيه رابعة فصاعداً نحو: المعزى والمستدعى والحبلى والمرضى والملهى والمدعى والمشترى ومقلى ومثنى وكذلك أعمى وأعشى وأظمى وأقنى وأدنى وأعلى ومعافى ومنادى وما أشبه ذلك فتكتب الألف في جميع ذلك ياءٍ سواءً كان منقلباً عن واو أو منقلباً عن ياء لأنك إذا ثنيته ثنيته بالياء ومن ثم كتبت يا ويلتى ويا حسرتى ويا أسفى بالياء إشعاراً بأنها مما تمال أو تقلبها عند التثنية ياء إلا فيما قبلها ياء نحو: الدنيا والعليا والقصيا وهديا ومعيا ومحيا وعام حياً ورؤيا وسقيا فإنك لا تكتب الألف فيها ياءً كراهة أن تجتمع ياءان في الخط. نعم يغتفر ذلك في نحو: يحيى وريى علمين للفرق بين يحيى علماً وبينه فعلاً وبين ريى علماً وبينه وصفاً وكان البدل في العلم دون الوصف والفعل لأن الفعل والصفة أثقل. قال ابن قتيبة: وأحسبهم اتبعوا في يحيى رسم المصحف. فلو كان مهموزاً نحو: مستقرأ ومستنبئا أو قبل آخره ياء نحو: خطايا وزوايا وركايا والحوايا والحيا وما أشبهه كتب بالألف. الحال الثاني - أن تكون الألف فيه ثالثةً فإن كانت مبدلة عن ياء نحو: فتى ورحى وسوى والهدى والمدى للغاية والهوى لهوى النفس وندى الأرض وندى الجود وحفى الدابة والكرى: النوم والقذى والأذى والخنى: فحش القول والضنى: المرض والردى: الهلاك والطوى: الجوع والأسى: الحزن والعمى: في القلب والعين والجنى: جنى الثمرة والصدى: العطش والشرى: في الجسد والضوى: الهزال والثرى: التراب الندي والجوى: داء في الجوف والسرى: سير الليل والسلى: سلى الناقة ومنى: المكان المعروف والمدى الغاية والصدى: اسم طائر يقال إنه ذكر البوم والنسى: عرق في الفخذ وطوى: وادٍ والوغى: الحرب والوحى: العجل والورى: الخلق والذرى: الناحية وأنا في ذرى فلان والمعى واحد الأمعاه والحجى والنهى: العقل والحشى واحد الأحشاء وما أشبه ذلك كتب بالياء. وإن كانت متقلبة عن واو نحو عصا ومنا للقدر ورجا لجانب البئر والقنا في الأنف والرما والقرا للظهر والعشا في العين والقفا: قفا الأنسان والصغا: ميلك للرجل ووطا جمع وطاة ولهاً جمع لهاة والفلا جمع فلاة كتب بالألف. وتفترق الواو من الياء فيه بطرق أقربها التثنية تقول في الأول: فتيان ورحيان وسويان. قال ابن قتيبة: فلو ورد عليك اسم قد ثني بالواو والياء عملت على الأكثر الأعم. وذلك نحو رحى فإن من العرب من يقول: رحوت الرحاء ومنهم من يقول: رحيت قال: وكتبها بالياء أحب إلي لأنها اللغة العالية. وكذلك الرضا من العرب من يقول في تثنيته: رضيان ومنهم من يقول رضوان قال: وكتابه بالألف أحب إلي لأن الواو فيه أكثر وهو من الرضوان. وكذلك الحكم في متى لأنها لو سمي بها وثني لقلت متيان فيعلم أنه من ذوات الياء. وتقول في الثاني: عصوان ومنوان ورجوان فيعلم أنه من ذوات الواو. فإذا أشكل عليك شيء فلم تعلم أهو من ذوات الواو أو من ذوات الياء نحو خسا بالخاء المعجمة والسين المهملة كتبته ومنهم من يكتب الباب كله بالألف على الأصل وهو أسهل للكتاب وعلى تقدير كتبها بالياء فلو كان منوناً فالمختار عندهم أنها تكتب بالياء أيضاً وهو قياس المبرد وقياس المازني أن يكتب بألف إذ هي ألف التنوين عنده في جميع الأحوال. وقاس سيبويه المنصوب بالألف لأنه للتنوين فقط. قال ابن قتيبة: وتعتبر المصادر بأن يرجع فيها إلى المؤنث فما كان في المؤنث بالياء كتبته بالياء: نحو: العمى والظمى لأنك تقول: عمياء وظمياء وما كان المؤنث فيه بالواو كتبته بالألف نحو العشا في العين والعثا وهو كثرة شعر الوجه والقنا في الأنف لأنك تقول: عشواء وقنواء وعثواء. قال: وكل جمع ليس بين جمعه وبين واحده في الهجاء إلا الهاء من المقصور نحو الحصى والقطا والنوى فما كان جمعه بالواو كتبته بالألف وما كان جمعه بالياء كتبته بالياء. وكتبت لدى بالياء لانقلابها ياء في لديك. وأما كلا فالصحيح من مذهب البصريين أنها تكتب بالألف لأن ألفه عن واو ومن زعم أنها عن ياء كالمعى كتبها بالياء. وأجاز الكوفيون كتبها بالياء وهو خطأ على مذهبهم لأن الألف عندهم للتثنية وألف التثنية لا يجوز أن تكتب ياءً لئلا يلتبس المرفوع بغيره. وقياس كلتا عند قال ابن قتيبة: والذي أستحبه أن تكتب كلا وكلتا في حال الرفع بالألف وفي حالتي الجرّ والنصب بالياء فإذا قلت: أتاني كلا الرجلين أو كلتا المرأتين كتبته بالألف وإذا قلت: رأيت كلي الرجلين أو كلتي المرأتين كتبته بالياء لأن العرب قد فرقت بينهما في اللفظ فقالوا: رأيت الرجلين كليهما ومررت بالرجلين كليهما ومررت بالمرأتين كلتيهما وقالوا: جاءني الرجلان كلاهما والمرأتان كلتاهما. وتترى إن لم تنوّن فألفها للتأنيث وإن نوّنت فهي للإلحاق وقياسها أن تكتب بالياء. ومن زعم أنه فعل فألفه بدل التنوين كألف صبرا فهو قياسه. و وقع في كلام ابن البادس أن تترى في الخط بياء وهو خلاف المعروف. تنبيه لو اتصل الأسم الذي يكتب بالياء بضمير متصل نحو: رحاك وقفاك وملهاك ومرعاك فقيل يكتب بالياء كحال عدم اتصالها فيكتب على هذه الصورة: رحيك وقفيك وملهيك ومرعيك. قال الشيخ أثير الدين أبو حيّان رحمه الله: واختيار أصحابنا فيه بالألف إذا اتصل به ضمير خفض أو ضمير نصب سواء كان ثلاثيّاً أم أزيد إلا إحدى خاصةً فإنها تكتب بالياء حال واختلفوا إذا اتصلت بتاء تأنيث تنقلب هاء في الوقف فذهب البصريون إلى كتابتها ألفاً نحو الحصاة واختار الكوفيون كتابتها بالياء نحو الحصية. الحال الثالث - أن تكون الألف فيه ثانية نحو ما وذا إذا كانا اسمين فيكتب بالألف على صورة النطق به. المحل الثاني الفعل وله حالأن الحال الأول - أن تكون الألف فيه رابعةً فصاعداً نحو: أعطى واستعلى وتداعى وتعادى وأستدنى وما أشبهه فتكتبه كله بالياء إلا أن يكون مهموزاً نحو: أخطأ وأنبأ وتخاطأ واستنبأ فإنه يكتب بالألف وكذلك إذا كان قبل آخره ياءٌ نحو: استحيا وتحايا وأعيا وتعايا واستعيا وما أشبهه فإنك تكتبه بالألف. ووقع في بعض المصاحف: الحال الثاني - أن تكون الألف ثالثةً فترده إلى نفسك فإن ظهرت فيه الواو فاكتبه بالألف نحو قولك: عدا ودعا ومحا وغزا وسلا وعلا من العلو لأنك تقول: عدوت ودعوت ومحوت وغزوت وسلوت وعلوت. وشذ زكي فكتب بالياء وإن كان من ذوات الواو لأنه من زكي يزكو إلا أن العرب يميلون الأفعال ذوات الواو وإن ظهرت فيه فاكتبه بالياء نحو قولك: قضى ومشى وسعى وعسى لأنك تقول: قضيت ومشيت وسعيت وعسيت ويجوز كتابته بالألف أيضاً. تنبيه لو اتصل بالفعل ضمير متصل نحو: رماه وجزاه ورعاه فقيل يكتب على حاله بالياء فيكتب على هذه الصورة: رمية وجزية ورعية والصحيح كتابته بالألف. قال ابن قتيبة: وكل ما لحقته الزيادة من الفعل لم تنظر إلى أصله وكتبته كله بالياء فتكتب أغزى فلان فلاناً وأدنى فلان فلاناً وألهى فلان فلاناً بالياء وهو من غزوت ودنوت ولهوت لأنك تقول فيه: أغزيت وأدنيت وألهيت. وكذلك تكتب يغزى ويدنى ويلهى على البناء لما لم يسم فاعله بالياء لأنك تقول في تثنيته: يغزيان ويدنيان ويدعيان. المحل الثالث بعض الحروف واعلم أن الحرف الذي في آخره ألف في اللفظ إنما يكتب ألفاً على صورة لفظه نحو: ما ولا والأ وما أشبهها واستثنوا من ذلك أربع صور فكتبوها بالياء: إحداها - بلى قال بعض النحاة: لإمالتها وقال سيبويه: لأنه إذا سمي بها وثنيت قيل بليان كما يقال في متى متيان. الثانية - إلى وكتبت بالياء لأنها ترد إلى الياء في قولهم: إليك. الثالثة - على وكتبت بالياء لأنها ترد إلى الياء أيضاً في قولهم: عليك. قال ابن قتيبة: وكان القياس فيها وفي إلى أن تكتبا بالألف لعدم جواز الأمالة فيهما. الرابعة - حتى وكتبت بالياء حملاً على إلى لكونهما بمعنى الأنتهاء والغاية ولأنه قد روي فيها الأمالة عن بعض العرب فروعي حكمها. تنبيه لو وليت ما الأستفهامية حتى أو إلى أو على كتبن بالألف على هذه الصورة: حتام والأم وعلام لأنها شديدة الأتصال بما الأستفهامية بدليل أن ما بعدها لا يوقف عليه إلا بذكرها معه فكأن الألف وقعت وسطاً فصارت كحال ما كتب بالياء إذا اتصل بضمير خفض أو ضمير نصب فإنه يكتب بالألف. قال الشيخ أبو عمرو بن الحاجب رحمه الله: فإن وصل في حتام وإلى الهاء الحائرة فلك أن تجريها على الأتصال ولا تعتد بها ولك أن تعتد بها وترجع الألف في حتى وإلى وعلى إلى فائدة قد يكتب بالياء ما هو من ذوات الألف للمجاورة كما في قوله تعالى: وأما الواو فقد نابت عن الألف في مواضع من رسم المصحف الكريم وهي: الصلاة والزكاة والحياة والنجاة ومشكاة ومناة فتكتب على هذه الصورة: الصلوة والزكوة والحيوة والنجوة ومنوة ومشكوة. فمنهم من كتبها كذلك في غير المصحف أيضاً اتباعاً للسلف في ذلك ومنهم من كتبها بالألف وهو القياس ووجه بأن رسم المصحف متبع في القرآن خاصةً ولا يكتب شيء من نظائر ذلك إلا بالألف: كالقناة والقطاة اقتصاراً على ما ورد به الرسم السلفي. قال ابن قتيبة: وقال بعض أهل الأعراب: إنهم كتبوا هذه الكلمات بالواو على لغات الأعراب وكانوا يميلون في اللفظ بها إلى الواو شيئاً. وقيل: بل كتبت على الأصل إذ الأصل فيها واو لأنك إذا جمعت قلت: صلوات وزكوات وحيوات وإنما قلبت ألفاً لما انفتحت وانفتح ما قبلها. قال: ولولا اعتياد الناس لذلك في هذه الأحرف الثلاثة أي الصلاة والزكاة والحياة لكان من أحب الأشياء إلي أن تكتب كلها بالألف. وجمعوا في الربا بين العوض والعوض منه فكتبوه بواو وألف بعدها على هذه الصورة: الربوا. وفي بعض المصاحف: تنبيه لو اتصل بشيء مما أبدلت ألفه واواً ضمير نحو صلاتهم وزكاتهم وحياتك ونجاته ومشكاته ورباه كتبت بالألف دون الواو والله أعلم. القسم الثاني ما ليس له صورة تخصه وهو الهمزة إذ تقع على الألف والواو والياء وعلى غير صورة ولها ثلاثة أحوال: الحال الأول أن تكون في أول الكلمة فتكتب ألفاً بأيّ حركة تحركت كم فتحة مثل: أحمد وأيوب وأحد أو ضمة نحو: أخذ وأكرم وأوحي وأولئك أو كسرة نحو: إبراهيم وإسماعيل وإسحق وإثمد وإبل وإذ وإلى والأ وإمّا سواء في ذلك همزة القطع مثل: أكرم وهمزة الوصل مثل: اتخذ والهمزة الأصلية مثل: امريءٍ والهمزة الزائدة مثل: إشاح وذلك لأن الهمزة المبتدأة لا تخفف أصلاً من حيث إن التخفيف يقرّبها من الساكن والساكن لا يقع أوّلاً فجعلت لذلك على صورة واحدة واختصت الألف بذلك دون الياء والواو حيث شاركت الهمزة في المخرج وفارقت أختيها في الخفّة ولا فرق في ذلك بين أن تكون الهمزة مبتدأةً كما في الصور المذكورة أو تقدّمها لفظ آخر نحو: وكذلك ابنٌ اسم أضيف إلى الأم لكنهم شبهوها بهمزة لؤم فكتبوها بالواو وراعوا في ذلك كثرة لزوم هاء الأشارة وعدم انفكاك ابنؤم الواقع في القرآن فكأنها صارت همزة متوسطة. وكتبوا همزة لئن ولئلا وحينئذ ويومئذ وما أشبهها ياء وإن كانت أوّل كلمة وكان القياس أن تكتب بالألف أما لئن فلأن أصلها لأن بلام ألف ونون وأما لئلاّ فلأن أصلها لأن بلام ألف ونون منفصلة من لا بدليل أنهم إذا لم يجيئوا بعدها بلا كتبوها لأن نحو جئت لأن تقرأ لكنهم جعلوا اللام مع أن كالشيء الواحد. وكذلك حينئذ ويومئذ فإن الأصل أن ينفصل الظرف المضاف للجملة التي بقي منها إذٍ المنوّنة تنوين العوض وأن يكتب بالألف لكن جعل الظرف مع إذٍ كالشيء الواحد فوصل بإذ وجعلت صورة الألف ياءً كما جعلوها في يئس. وكذلك الحكم في كل ظرف أضيف إلى ما ذكر سواء المفرد كالأمثلة المذكورة والجمع نحو أزمانئذٍ. وسيأتي الكلام على ما يتعلق من ذلك في الفصل والوصل إن شاء الله تعالى. الحال الثاني أن تكون متوسطة ولها حالتان الأولى - أن تكون ساكنة فلا يكون ما قبلها إلا متحركاً وتكتب بحركة ما قبلها فإن كان ما قبلها مفتوحاً كتبت ألفاً نحو: رأس وكأس وبأس ويأس وضأن وشأن ودأب وتأمر وتأكل. وإن كان ما قبلها مضموماً كتبت واواً نحو مؤمن ونؤمن وتؤوي وتؤتي ومؤتي ويؤفك وما أشبهها. وإن كان ما قبلها مكسوراً كتبت ياء نحو: بئر وذئب وبئس وأنبئهم ونبئنا وجئت وجئنا وشئت وشئنا ولملئت وما أشبهها. الثانية - أن تكون الهمزة متحركة والنظر فيها باعتبارين: الأعتبار الأول - أن يكون ما قبلها ساكناً وحينئذ لا يخلو إما أن يكون حرفاً من حروف العلة وهي الألف والواو والياء أو حرفاً صحيحاً. فإن كان الساكن الذي قبلها حرف علة نظر إن كان حرف العلة ألفاً فإن كانت حركة الهمزة فتحةً فلا تثبت للهمزة صورة نحو: ساءل وأبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وجاءنا وجاءكم وساءل فاعل من السؤال وما أشبهه. وإن كانت ضمة تثبت لها صورة الواو نحو: التساؤل وآباؤكم وأبناؤكم وأولياؤكم وبآبائنا وشبه ذلك وإن كان حرف العلة واواً أو ياءً فإما أن تكون زائدتين للمد أو تكون الياء للتصغير أو أصليتين أو ملحقتين بالأصل. فإن كانتا زائدتين للمد نحو: خطيئة ومقروءة وهنيئاً مريئاً أو ياء تصغيرٍ نحو: أفيئس تصغير أفؤس جمع فاسٍ فلا صورة للهمزة. وإن كانتا أصليتين نحو: سوءة وهيئة أو ملحقتين بالأصل نحو: جيل وهو الضبع وحوءبة وهو الدلو العظيم والحوءب اسم موضع والسموءل اسم رجل فإنك تحذفها وتنقل حركتها إلى الساكن قبلها فتقول: سوة وهية وجيل وحوبة وحوب وسمول. ولا صورة للهمزة حينئذ في تحقيقها ولا في حذفها. وإن كان الساكن الذي قبلها حرفاً صحيحاً نحو: المرأة والكمأة ويسأم ويسئم ويلؤم ونحو ذلك فتنقل حرة الهمزة إلى الساكن قبلها وتحذف الهمزة. والأحسن الأقيس إلا تثبت لها صورة في الخط لا في التحقيق ولا في الحذف والنقل. ومنهم من يجعل صورتها الألف على كل حال فيكتبها على هذه الصورة: المرأة والكمأة ويسأم ويسإم ويلأم وهو أقل استعمالأ. وقد كتب منه حرف في القرآن بالألف وهو قوله تعالى: " يسألون عن أنبائكم ". ومنهم من يجعل صورتها على حسب حركتها فيكتب المرأة والكمأة ويسأم بالألف ويكتب يسئم بالياء ويكتب يلؤم بالواو. واستثنى بعضهم من ذلك ما إذا كان بعدها حرف علة نحو: سئول ومشئوم فلم يجعل لها صورة أصلاً وإذا كان مثل: رءوس يكتب بواو واحدة فلا صورة لها. وكذلك الموءودة في قوله تعالى: الأعتبار الثاني - أن يكون ما قبلها متحركاً فينظر إن كانت مفتوحة مفتوحاً ما قبلها كتبت ألفاً نحو: سأل ورأيت ورأوك وبدأكم وأنشأكم وقرأه وليقرأه وشبه ذلك إلا أن كان بعدها ألف فلا صورة لها نحو: مئال ومئاب. وذهب بعضهم إلى أنها تصور ألفاً فتكتب بألفين. وإن كانت مفتوحة مكسوراً ما قبلها نحو: خاطئة وناشئة: وليبطئن وموطئاً وخاسئاً وينشئكم وشانئك صورت بمجانس ما قبلها وهو الكسرة فتصور ياء. وإن كانت مفتوحة مضموماً ما قبلها نحو: الفؤاد والسؤال ويؤده إليك ويؤلف ومؤجلاً ومؤذن وهزؤاً وشبهه صورتها بمجانس ما قبلها وإن كانت مضمومة مضموماً ما قبلها نحو: نؤم كصبرٍ جمع صبور أو مضمومة مفتوحاً ما قبلها نحو: لؤم كتبت بالواو في الحالتين إلا إن كان بعدها في الصورتين واو نحو: رءوس ونئوم وإن كانت مضمومة مكسوراً ما قبلها نحو: يستهزءون وأنبئكم ولا ينبئك وسنقرئك كتبت بواو على مذهب سيبويه وياء وواو بعدها على مذهب الحال الثالث أن تكون الهمزة آخراً ولها حالتان أيضاً الحالة الأولى أن يكون ما قبلها ساكناً والنظر فيها باعتبارين الأعتبار الأول - أن يكون ما قبلها صحيحاً فتحذف الهمزة وتلقى حركتها على ما قبلها ولا صورة لها في الخط نحو: جزء وخبء ودفء والمرء وملء. سواء في ذلك حالة الرفع والنصب والجر. وقيل: إن كان ما قبل الساكن مفتوحاً فلا صورة لها وإن كان مضموماً فصورتها الواو وإن كان مكسوراً فصورتها الياء مطلقاً. وقيل: إن كان مضموماً أو مكسوراً فعلى حسب حركة الهمزة فيكتب الجزء والدفء بالواو في الرفع وبالألف في النصب وبالياء في الجر. وإن كان شيء من ذلك منصوباً منوناً فيكتب بألف واحدة وهي البدل من التنوين. وقيل: يكتب بألفين إحداهما صورة الهمزة والأخرى صورة البدل من التنوين. الأعتبار الثاني - أن يكون ما قبلها معتلاً فينظر إن كان حرف العلة زائداً للمد فلا صورة لها نحو نبيء ووضوء وسماء والسوء والمسيء وقراء وشاء ويشاء والماء وجاء إلا إن كان منوناً منصوباً فيكتبه البصريون بألفين والكوفيون وبعض البصريين بواحدة وهذا إذا كان حرف العلة ألفاً نحو: سماء الألف الواحدة حرف العلة والأخرى البدل من التنوين. فإن اتصل ما قبله ألف بضميرٍ مخاطب أو غائب فتصور الهمزة واواً رفعاً نحو: هذا سماؤك وياء جراً نحو: نظرت إلى سمائك وألفاً واحدة هي ألف المد نصباً نحو: رأيت سماءك. أما إذا كان حرف العلة ياءً أو واواً نحو: رأيت وضوءاً فيكتب بألف واحدة. وإن كان حرف العلة غير زائد للمد فلا صورة للهمزة في الخط. الحالة الثانية أن يكون ما قبلها الهمزة متحركاً فتكتب صورة الهمزة على حسب الحركة قبلها فإن كانت الحركة فتحة رسمت ألفاً نحو بدأ وأنشأ ومن سبإ بنبإ والملأ ويستهزأ على البناء للمفعول وينشأ كذلك ورأيت أمراً وما أشبهه. وإن كانت كسرة رسمت ياء نحو: قريء واستهزيء ولكل امريءٍ ومن شاطيء ويستهزيء على البناء للفاعل وبريء ومررت بامريء. وإن كانت ضمة رسمت واواً نحو: امرؤ واللؤلؤ وما أشبه ذلك إلا في مثل النبأ إذا كان منصوباً منوناً فقيل: يكتب بألفين نحو: سمعت نبأا وقيل: بواحدة وهي الأولى. وإن اتصل بها ضمير فعلى حسب الحركة قبلها كحالها إذا لم يتصل بها ضمير. وقيل: إن كان ما قبلها مفتوحاً فبألف نحو: لن يقرأ إلا أن تكون هي مضمومة فبواو إن قلنا بالتسهيل بين الهمزة والواو وبالياء إن قلنا بإبدالها ياء وقيل: إن انضم ما قبلها أو انكسر فكما قيل الأتصال بالضمير فتجعل صورتها على حسب الحركة قبلها. وإن انفتح ما قبلها وانفتحت فبالألف نحو: لن يقرأ وكذلك إذا انفتح ما قبلها وسكنت نحو: لم يقرأ ولم ينبأ واقرأ وإن نشأ وما أشبهه. وإن انفتح ما قبلها وانضمت فبالواو نحو: يقرؤ وقيل: بالواو والألف كما كتبوا في المصحف: " قل ما يعبؤا " و " نبؤا الخصم " و يبدؤ الخلق " " أو من ينشؤا " بواو وألف في الجميع. أو انكسرت فبالياء نحو: من المقريء وقيل بها وبألف كما كتبوا في المصحف: " من نبأي المرسلين " بألف وياء. تنبيه قد تقدم بالحذف أن همزة الوصل تحذف في بعض مواضع وتثبت فيما عداها. فحيث تثبت كتبت بحسب حالها إذا ابتدئ بها فإن كانت يبتدأ بها مضمومة كتب ما يليها واواً إن كانت همزة أو واواً مبدلة منها نحو: اؤتمن فلان وقلت لك أؤمر فلاناً بكذا وإن كانت يبتدأ بها مكسورة كتب ما يليها ياءً إن كانت همزة أو ياءً مبدلة منها نحو: ائذن لي يا زيد ائت القوم ائت عليهم كذلك وإن كان النطق بها واواً بضم ما قبلها نحو: أما بعد غير الواو والفاء فإنها تكتب بحسب الأبتداء بها نحو: قلت لها ايجلي أو ثم ايجلي وقلت لكم ايجلوا فإنك تلفظ به واواً وتكتبه ياءً للانفصال وإن كانت قبلها كسرة كانت ياءً لفظاً وخطاً نحو: قلت لك ايجلي وكذلك إذا ابتديء بهمزة الوصل نحو: ايجلي يا هند. واعلم أنه إذا وقعت همزة استفهام وبعدها همزة قطع صورت همزة القطع بعدها بمجانس حركتها. فإن كانت الحركة فتحة كتبت ألفاً نحو: أأسجد وإن كانت الحركة ضمة كتبت واواً نحو: أؤنزل وإن كانت الحركة كسرة كتبت ياء نحو: أئنك لأنها إذا خففت بالبدل كان إبدال المفتوحة ألفاً وإبدال المضمومة واواً وإبدال المكسورة ياء وقد تحذف المفتوحة خطاً فتكتب بألف واحدة نحو: أسجد كما في رسم المصحف. واختلف في الساقطة من الهمزتين والحالة هذه فقيل الثانية وهو قول أحمد بن يحيى وقيل الأولى وهو قول الكسائي. فلو كانت ثلاث ألفات في اللفظ نحو قوله تعالى: واختلف في الثابتة فذهب الفراء وثعلب وابن كيسان إلى أنها الأستفهامية لأنها حرف معنًى. وحكى الفراء عن الكسائي: أنها الأصلية وحكاه ابن السيد عن غير الكسائي وحكي عنه أنها ألف الجمع. وقد تكتب غير المفتوحة ألفاً نحو قوله: أإنك لأن الألف هي الأصل والهمزة حرف زائد لمعنىً كالواو والفاء فلا يعتد به لكنه قليل والله أعلم. الجملة الثانية في حالة التركيب والفصل والوصل واعلم ان الأصل فصل الكلمة من الكلمة لأن كل كلمة تدل على معنًى غير معنى الكلمة الأخرى فكما أن المعنيين متميزان فكذلك اللفظ المعبر عنهما يكون متميزاً. وكذلك الخط النائب عن اللفظ يكون متميزاً بفصله عن غيره. ويستثنى من ذلك مواضع كتبت على خلاف الأصل: منها أن تكون الكلمتان كشيء واحد وذلك في أربعة مواضع: الموضع الأول - أن تكون الكلمتان قد ركبتا تركيب مزج مثل: بعلبك ليدل على أن التركيب الذي يعتبر فيه وصل الكلمة بالأخرى هو تركيب المزج وهو أن يتحد مدلول اللفظين بخلاف ما إذا ركبتا تركيب إسناد نحو: زيد قائم أو تركيب إضافة نحو: غلام زيدٍ أو تركيب بناء لم يتحد فيه مدلول اللفظين نحو: خمسة عشر وصباح مساء وبين بين وحيص بيص فإن هذا الموضع الثاني - أن تكون إحدى الكلمتين لا يبتدأ بها في اللفظ نحو الضمائر البارزة المتصلة ونون التوكيد وعلامة التأنيث والتثنية والجمع في لغة أكلوني البراغيث وغير ذلك مما لا يمكن أن يبتدأ به فكل هذا يكتب متصلاً وإن كان من كلمتين. الموضع الثالث - أن تكون إحدى الكلمتين لا يوقف عليها وذلك ما كان نحو باء الجر وفاء العطف ولام التأكيد وفاء الجزاء فإن هذه الحروف لا يوقف عليها فلما امتزجت في اللفظ امتزجت في الخط فتكتب متصلة وإن كانت في الحقيقة كلمتين. الموضع الرابع - أن تكون الكلمة مع الأخرى كشيء واحد في حالٍ ما فاستصحب لها الأتصال غالباً مثل: بعلبك إذا أعرب إعراب المضاف والمضاف إليه فإن هذا الأعراب يقتضي أن تفصل إحدى الكلمتين من الأخرى لأن الأعراب قد فصلهما. أما إذا أعرب إعراب ما لا ينصرف فلا يصح فيه الفصل أصلاً لأن اللفظ الثاني منتهى الأسم فهو مفرد في المعنى وفي اللفظ. وكتبوا لئلا مهموزةً وغير مهموزة بالياء وكان القياس أن تكتب بالألف كما تكتب لأن إذا كانت اللام مكسورة بالألف فكذلك إذا زيدت عليها لا إلا أن الناس اتبعوا رسم المصحف وكذلك لئن فعلت كذا تكتبه بالياء اتباعاً لمصحف وإن كان القياس أن يكتب بالألف. وسيأتي ومنها توصل من الجارة وهي المكسورة الميم بما بعدها بعد حذف النون منها على ما تقدم في موضعين: الموضع الأول - توصل بمن المفتوحة الميم مطلقاً سواء كانت موصولة نحو: أخذت الدراهم ممن أخذته منه أو موصوفة كما في المثال المذكور فإنها فيه تحتمل المعنيين جميعاً أو استفهامية نحو: ممن أنت أو شرطية نحو: ممن تأخذ درهماً آخذ منه وإنما وصلت بها لأجل اشتباهمهما خطاً إذ لو كتبتا من من لكانتا مشتبهتين في الصورة فأدغمت نون من في ميم من ونزلت منزلة المدغم في الكلمة الواحدة فلم يجعل له صورة بل حذف مع كتبه متصلاً وقد تقدم الكلام على ذلك في الحذف هذا هو المشهور الراجح. وقال الأستاذ ابن عصفور: إن كانت من استفهاميةً كتبت مفصولة على قياس ما هو من المدغمات على حرفين. الموضع الثاني - توصل بعد حذف النون أيضاً بما إذا كانت موصولة نحو: عجبت مما عجبت منه أو استفهامية نحو: مم هذا الثوب أو زائدة كما في قوله تعالى: " مما خطاياهم أغرقوا ". أما إذا كانت شرطية نحو: من ما تأخذ آخذ أو موصوفة نحو: أكلت من ما أكلت منه فإن وقال الأستاذ أبو الحسن بن عصفور: إذا كانت ما غير استفهامية كتبت من معها وقضيته أنها لا تكتب متصلة إلا في حالة الأستفهام فقط وتكتب منفصلة فيما عداها. قال الشيخ أثير الدين أبو حيان رحمه الله: والأول أصح لأن علة الوصل في ممن مفقودة في مما وهي التباس اللفظين خطاً. ومنها توصل عن بما بعدها بعد حذف النون منها على ما تقدم في موضعين: الموضع الأول - توصل بمن الموصولة غالباً نحو: رويت عمن رويت عنه ويجوز فصلها فتفصل عن من من وتثبت النون في عن وأما من غير الموصولة فالقياس فصلها فتكتب في الأستفهام عن من تسأل. وفي الشرط عن من ترض أرض عنه فتفصل عن من من على ما مر. وزعم ابن قتيبة أن عن من تكتب موصولة بكل حال سواء الموصولة وغيرها كما تكتب عم وعما موصولة من أجل الأدغام وزعم غيره أنه لا يؤثر الأدغام في ذلك لأنهما كلمتان إلا في نحو: عما قليل لزيادتها. الموضع الثاني - توصل بما الأستفهامية كما في قوله تعالى: " عم يتساءلون " وتحذف الألف من ما على ما تقدم في الحذف. ومنها توصل في بمن في موضعين: الموضع الأول - توصل بمن الأستفهامية دائماً نحو قولك: فيمن تفكر ولكن لا تحذف الياء منها كما حذفت النون من عن ومن إذ لا إدغام هنا. الموضع الثاني - توصل بما إذا كانت موصولة في الغالب نحو: فكرت فيما فكرت فيه ولا تسقط الياء على ما مر. ويجوز في هذه الحالة فصلها فتفصل في عن ما. وتكتب على هذه الصورة في ما. وكذلك توصل بما إذا كانت استفهامية نحو قوله تعالى: " فيم أنت من ذكراها " ولا تحذف ياؤها كما تقدم. أما مع إذا اتصلت بما أو بمن فإنها تكتب منفصلة قاله ابن قتيبة. قال بعض النحاة: أظن سبب ذلك قلة الأستعمال والأ فما الفرق بين مع وبين في. قال: وقد يمكن أن يفرق بينهما في الأسمية فإن في لا تكون إلا حرفاً ومع إن تحركت كانت اسماً وإن سكنت فخلاف والأصح الأسمية وأيضاً فإنها تنفصل مما بعدها. ومنها توصل الحروف النواصب للاسم الروافع للخبر إذا دخلت على ما الزائدة نحو: إنما وكأنما وليتما فتكتب إن وكأن وليت متصلات بما نحو: إنما فعلت كذا وإنما كلمت أخاك فإن كانت ما موصولة كتبت مفصولة نحو: إن ما قلت لحقٌ وكأن ما حدثت صحيحٌ وليت ما لك لي. على أنه قد جاء في القرآن كثير من ذلك متصلاً. وزعم بعضهم أنه لم يأت في القرآن مفصولاً إلا قوله تعالى في الأنعام: وقد كتبوا في المصحف: مع رفع كيد ونصبه وإن كانت ما موصولة في الموضعين. ومنها توصل قل بما إذا دخلت عليها نحو: قلما أتيتك مائة مرة. ومنها توصل إن الشرطية بلا إذا دخلت عليها بعد حذف النون نحو: ومنها توصل إن الشرطية بما إذا جاءت بعدها بعد حذف النون نحو: وإنما حذفت النون في هذه وما قبلها لإدغامها كما في مما وعما ونحوه. ومنها توصل إين بما نحو: لأن ما إذا دخلت على أين صارت جازمة إذ تقول: أين تكون أكون فترفع النون فإذا دخلت عليها ما قلت: أينما تكن أكن فجزمت فصارت أين وما كأنها كلمة واحدة. فإن كانت ما موصولة فصلت نحو: أين ما ولم يصلوا متى بما بل كتبوها منفصلة عنها إذ لو وصلت للزم قلب الياء ألفاً كما في ختام فتكتب متام فيتعذر إدراكها. ومنها توصل حيث أيضاً بما نحو: كما تقدم في أين. ومنها توصل كل بما المصدرية إذا دخلت عليها نحو: كلما جئتني أحسنت إليك. فإن كانت نكرة منعوتة كتبت مفصولة نحو: كل ما تفعل حسنٌ وكل ما كان منك حسنٌ. قال ابن قتيبة: وكل من مقطوعة على كل حال ومكان. ومنها توصل هل بلا وتحذف إحدى اللامين على هذه الصورة هلا فعلت وتقطعها من بل فتكتب بل لا تفعل. قال ابن قتيبة: والفرق بينهما أن لا إذا دخلت على هل تغير معناها فكأنها معها كلمة واحدة وإذا دخلت على بل لم تغير المعنى تقول: بل تفعل وبل لا تفعل كما تقول: كي تفعل وكي لا تفعل. ومنها توصل بين بما الزائدة نحو: بينما أنا جالس وبينما أنا أمشي. ومنها توصل أيٌ بما إذا كانت ما زائدةً كما في قوله تعالى حكاية عن موسى عليه السلام: " أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي " وكما تقول: أيما الرجلين لقيت فأكرم. فإن كانت ما موصولة ومنها يوصل يوم وحين بإذ من قولك يومئذ وحينئذ وكان القياس الفصل على ما تقدم في الهمزة. ومنها توصل لئن ولئلا وإن كان كل منهما كلمتين إذ الأصل لإن ولأن لا وقد تقدم بيان كتابتها بالياء دون الألف لكونهم جعلوه مع ما بعده كالشيء الواحد. ومنها توصل أن المفتوحة بلا إذا ادخلت عليها بعد حذف النون على أحد الأقوال فتكتب على هذه الصورة إلا والثاني: تفصل منها وتثبت النون فتكتب على هذه الصورة: أن لا يقوم. والثالث: يفصل بين ان تكون مخففة عن الثقيلة فتكتب مفصولة نحو: علمت أن لا يقوم زيدٌ وعلمت أن لا ضرر عندك التقدير أنه لا يقوم وأنه لا ضرر عندك ولذلك ثبتت في قوله تعالى: والرابع: التفصيل بين أن تدغم بغنةٍ فتكتب منفصلة أو بغير غنةٍ فينوى الأتصال وتحذف خطاً ويروى عن الخليل واستحسنه بعض الشيوخ. وقد وقع في القرآن مواضع متصلة ومواضع منفصلة فيجب اتباعها اقتداءً بالسلف. وقد وقع في المصحف وصل مواضع القياس فصلها فجب وصلها في المصحف اتباعاً لرسمه وتوصل في غيره في الغالب أو في بعض الأحوال. أحدهما - والثاني - ومنها وصلت نعم بما للإدغام. وحكى ابن قتيبة فيه الفصل والوصل. ومنها وصلت إن بلم مع حذف النون للإدغام في قوله تعالى: " فإلم يستجيبوا لكم " في هودٍ بخلاف التي في القصص فإنها كتبت مفصولة بإثبات النون. ومنها وصلت أن بلن مع حذف النون للإدغام في سورة الكهف في قوله: " ألن نجعل لكم موعداً ". ومنها وصلت أم بمن في نحو قوله تعالى: " أمن هو قانتٌ ". قال محمد بن عيسى: كل ما في القرآن من ذكر أم فهو موصول إلا أربعة مواضع: في النساء: " أم من يكون عليهم وكيلاً ". وفي التوبة: " أم من أسس بنيانه " وفي الصافات: " أم من خلقنا " وفي فصلت: " أم من يأتي آمناً ". ومنها وصلت كي بلا في نحو: كيلا ولكيلا في أربعة مواضع في المصحف: " لكيلا تحزنوا على ما فاتكم " في آل عمران. و " لكيلا يعلم بعد علمٍ شيئاً " في الحج. و " لكيلا يكون عليك حرجٌ " في الأحزاب. و " لكيلا تأسوا " في الحديد وما عداها فهو مقطوع كما في أول ووجه ابن قتيبة في المقطوع بأنك تقول: أتيتك كي تفعل وكي لا تفعل كما تقول: حتى تفعل وحتى لا تفعل فيختلف المعنى بالنفي والأثبات فيه.
الفصل الخامس من الباب الثاني من المقالة الأولى فيما يكتب بالظاء مع بيان ما يقع الأشتباه فيه مما يكتب بالضاد وإنما خصت الظاء بالذكر دون الضاد لقلة وقوع الظاء وكثرة وقوع الضاد وخص ما يكتب بالظاء دون ما يكتب بالذال المعجمة لأن الدال والذال في صورة الكتابة واحد فلا يظهر خطأ الكاتب فيه بخلاف الظاء والضاد فإن شكلهما مختلف فيظهر خطأ الكاتب وعواره فيه فلذلك وقعت العناية بالتنبيه على ما يكتب بالظاء دون ما يكتب بالذال المعجمة. وقد أوردته على حروف المعجم ليقرب تناوله. حرف الألف فيه - أظله الشيء: إذا غشيه أما أضله من الضلال إذا ضل دابته إذا ندت فبالضاد. حرف الباء فيه - بهظة الأمر: إذا أتعبه. وفيه البظر وهو اللحمة المتدلية من فرج المرأة التي تقطع بالختان. حرف التاء المثناة فوق فيه - التقريظ وهو المدح والتلمظ وهو تحريك الشفتين بعد الأكل لابتلاع ما حصل بين الأسنان. حرف الجيم فيه - الجواظ وهو الجافي المتكبر أو الأكول والجحوظ وهو نتوء العين وندورها ومنه أبو عثمان الجاحظ وجحظة البرمكي. حرف الحاء المهملة فيه - الحفظ وهو ضد النسيان والحفيظة وهو الموجدة والحظ وهو الغنى والنصيب ومنه قوله تعالى: وقوله: وأما الحض بمعنى الحث فإنه بالضاد. ومنه قوله تعالى: والحظوة وهي الرفعة والحظر وهو المنع ومنه قوله تعالى: وقوله: وفي معناه الحظير وهو المحوط من قصب ونحوه. حرف الشين المعجمة فيه - الشظية وهي القطعة من الشيء والشظاظ وهي عيدانٌ لطاف يجمع بها العدلان والشظف وهو خشونة العيش والشواظ وهو لهب النار ومنه قوله تعالى: والشيظم وهو الفرس الطويل الظهر والشناظي وهي أطراف الجبال. حرف الظاء المعجمة فيه - الظن بمعنى التخمين والشك والظنة وهي التهمة أما الضن بمعنى البخل فإنه بالضاد وعلى المعنيين قريء قوله تعالى: وقوله: أما ضل من الضلال خلاف الهدى وضل الشيء: إذا ضاع فبالضاد وفيه الظل خلاف الحر حيثما وقع وما يشتق منه والظلم وما يتعب منه والظلام وما يتفرع منه والظلم بفتح الظاء وهو ماء الأسنان والظليم وهو ذكر النعام والظبي: واحد الظباء والظبية الأنثى منه والظبيبة: حياء الناقة والظبة وهو حد السيف والظرف وهو الوعاء الحسن والظعن وهو السفر. ومنه قوله تعالى: والظراب وهي الهضاب. أما الضراب مصدر ضاربته فإنه بالضاد والظعينة وهي المرأة والظلف وهو للبقر والغنم كالحافر للخيل والظلف وهو نزاهة النفس والظفر واحد الأظفار والظفر وهو النصر. أما ضفر الشعر ونحوه فبالضاد والظئر وهي المرضعة والظهر وهو العضو المعروف. أما الضهر وهي صخرة في الجبل يخالف لونها لونه فإنه بالضاد والظهير وهو المعين والظهيرة وهي وسط النهار والظمأ وهو العطش والظرار جمع ظر وهو الغليظ من الأرض. أما الضرير بمعنى الأعمى فالباضاد والظربان وهي دويبة منتنة الريح والظلع وهو الغمز يقال: ناقة ظالع إذا غمزت في المشي أما الضلع واحد الأضلاع فإنه يكتب بالضاد ومنه قولهم: فرسٌ ضليع. حرف العين المهملة فيه - العظم وهو معروف والعظمة وهي الكبرياء وما تصرف منها وعظة الدهر وعظته الحرب. أما العض بالأسنان فبالضاد والعظل وهو الشدة ومنه تعاظل الجراد والكلاب في السفاد. وأما العضل بمعنى المنع فإنه بالضاد ومنه قوله تعالى: حرف الفاء فيه - الفظاظة وهي القسوة ومنه قوله تعالى: وكذلك افتضاض البكر والكتاب والفظيع وهو الشنيع وفاظ الرجل إذا مات. أما فيض الأناء والدمع بمعنى السيلان فبالضاد ومن ثم جاز أن يكتب فاظت نفسه بالظاء على معنى ماتت نفسه ويجوز أن يكتب بالضاد على معنى سالت نفسه. حرف القاف فيه - القيظ وهو صميم الحر وما تصرف منه. أما القيض الذي هو القشر الأعلى من البيض فبالضاد وكذلك قيض الله له كذا أي أتاحه له والقرظ وهو ثمرة شجرة السنط التي يدبغ بها الجلد. أما القرض بمعنى القطع فبالضاد ومنه قرض المال. حرف الكاف فيه - الكظم وهو كتمك الحزن والكظ وهو شدة الحرب وكاظمة وهو اسم مكان بالبحرين. حرف اللام فيه - لظى: اسم جهنم واللظ وهو اللزوم ومنه ألظوا بياذا الجلال والأكرام أي الزموا هذا الأسم في الدعاء والمناجاة به واللحظ وهو النظر بمؤخر العين واللمظ وهو بياض الجحفلة السفلى من الفرس ومنه قيل: فرس ألمظ واللفظ وهو معروف وما تصرف من جميع ذلك. حرف النون فيه - النظم وما تصرف منه والنظر بالعين وما تصرف منه والنظير وهو المثل. أما النضارة بمعنى البهجة فبالضاد ومنه قوله تعالى: ومنه اشتقاق بني النضير وفي معناه النضار اسم الذهب والنظافة وهي خلاف القذارة. حرف الواو فيه - الوظيف: ما فوق الرسغ من ذوات الحافر والوظيفة وأصلها الطعام الراتب ثم استعملت فيما هو أعم من ذلك. حرف الياء
|